المعاملة الوالدية و الفشل الدراسي

ترجع أهمية دراستنا وشهرتها إلى أمرين أساسيين:
الأول، علاقتها بموضوع حساس في الوطن العربي؛ وهو دور أساليب التنشئة الاجتماعية السليمة في التقدم وسلامة المجتمع وتماسه، إذا سلمت الصحة النفسية لأفراده؛ وإن البحث عن نموذج سليم وفعال لتنشئة الطفل مطلوب أكثر من أي وقت مضى، في ظل التحديات الجديدة التي تواجهها الأسرة؛ نموذج مبني على برامج واقعية تستجيب للحاجيات التي كشفت عنها الأبحاث العلمية، ويماشي أساليب التنشئة الاجتماعية إيجابا أو سلبا. لذلك، من فوائد هذه الدراسة أنها ساهمت- سواء على المستوى النظري أو المستوى العملي- في التعريف والتعرّف على طبيعة بعض وأهم أساليب التنشئة الاجتماعية السلبية، على مستوى الأسرة والمدرسة، والعلاقات الإنسانية عامة؛ وأسهمت، من خلال الأقيسة التي أنشأها الباحث وطورها، في الكشف عن عدد من مظاهر الخلل في نسق التنشئة الاجتماعية المغربية. كشفت دراسات عربية مماثلة أخرى، في أقطار مختلفة، أنها تقريبا نفس اختلالات نسق التنشئة الاجتماعية في المجتمع العربي والإسلامي عامة، بسبب التقارب الثقافي والاجتماعي والجغرافي والديني واللغوي؛ وهو الشيء الذي بينته نتائج هذه الدراسة، على مستوى مدركات الآباء والأبناء والأساتذة.
والثاني، هو أن هذه الدراسة قامت على منهج علمي حيادي في تدقيق العلاقات بين المتغيرات، هو المنهج الوصفي الارتباطي، الذي يصل به الباحث إلى قياس درجة أو نسبة الارتباط بين الظواهر المختلفة، وإلى ما يميز متغير عن آخر، من خلال استخدام المعادلات الإحصائية الرقمية؛ مما يتيح إمكانية جمع عدد من المعطيات والبيانات حول الظاهرة موضوع الدراسة، مستعملا الطرق والأدوات العلمية المتاحة في المجال، منها الوصف والملاحظة العلمية الدقيقة